mohamedkamal المشرف العام
عدد الرسائل : 58 الجنسيه : مصري تاريخ التسجيل : 09/08/2007
| موضوع: من الظلام الى النور الحلقة الثانية والثالثة السبت أغسطس 11, 2007 10:34 am | |
| الحلقة الثانية
كان محمود شاب صافى القلب تربى على العادات الشرقية الى حد كبير فالبرغم من أنه يعيش فى وسط القاهرة حيث الحرية و الانطلاق الذى يجدهما أى شاب فى مثل عمره الا أن أصول والده الريفية التى ترجع الى أحدى قرى محافظات الدلتا فى مصر كان لها تأثير كبير على نشأته كان يتعامل مع أختيه ايمان و منى اللتان تصغرانه بثلاث و خمس سنوات معاملة الأصدقاء فعند عودته من المدرسة يمازح هذه و يمازح هذه و كثيراً ما كان يعرض عليهما مساعداته فى استذكار الدروس لم يتربى محمود على العقلية المنغلقة بل كان يجمع بين التحرر القاهرى و الالتزام الريفى فكان الأب عادلاً بين أبنائه و لم يعطِ محمود من البداية الحق فى التسلط على أختيه ايمان و منى و لكن كان يعتمد عليه حينما يسافر فى مأمورية عمل و يقول له " يا محمود انت رجل البيت فى غيابى , اعتنِ بأمك و أختيك " كان محمود يشعر بمسؤولية أثناء غياب والده فعندما حاءت ايمان تطلب من أمها السماح لها بحضور حفل زفاف أخت صديقتها رفضت الأم و قالت لها كيف ستعودين بعد منتصف الليل ؟ اعتذرى لها و قولى لها ( بابا )مسافر و لن أستطيع الحضور عندما عاد محمود من المدرسة و كعادته دخل على غرفة أختيه ليتحدث اليهما و يمازحهما وجد ايمان لا تضحك لرواياته المضحكة فسألها ماذا بكِ يا ايمان ؟ انتِ تعبانة ؟ قالت ايمان بصوت حزين لا فبادرت منى بالإجابة لأنها شعرت أن ايمان على وشك البكاء فقالت هى محبطة لأنها لن تستطيع حضور حفل زفاف أخت صديقتها و بابا مسافر فكيف ستذهب و ترجع بعد منتصف الليل ؟ فسكت محمود و فكر و نفخ صدره ثم قال لها " لو بابا مسافر أنا بدلا منه " فنظرت ايمان و منى له باندهاش و قبل أن يسألانه ماذا يقصد قال محمود جهزى نفسك يا ايمان و أنا سأصطحبك الى الحفل و أرجع معك صرخت ايمان من الفرحة و توجهت الى أمها تخبرها بالموضوع
لذلك كان محمود أخاً و صديقاً و أباً حينما يلزم الأمر
الحلقة الثالثة
غداً تبدأ امتحانات الثانوية العامة و محمود منهمك فى استذكار دروسه و بالرغم من انهماكه فى الامتحانات الا أن حلم الالتحاق بالشرطة ظل يراوده و قرر أن يقضى الليل ساهراً يذاكر و يراجع ما تبقى له من اللغة العربية و التى كانت المادة الأولى و لم ينسَ أن يوصى أمه أن توقظه فى الفجر حتى يراجع المراجعة الأخيرة و كعادة الأمهات قالت له و متى ستنام يا محمود ؟ إذا سهرت فلن تستطيع التركيز قال لها ساعتين و أنام قالت : الله يرضى عليك يابنى و ينجحك و يوقف لك ولاد الحلال قبل ما تنام لازم تصلى يا محمود هز محمود رأسه خجلاً لأنه لم يكن يداوم على الصلاة و لسان حاله يقول " صلى وصام لأمرٍ كان يطلبه فلما قضى الامر لا صلى ولا صام "
استيقظ محمود فى الصباح الباكر و كله أمل خرج من المنزل مودعاً والدته قائلاً ادعي لى يا أمى و تلقَّى دعاء من قلب أم لم يفصل بينه و بين السماء حجاب
فقد استجاب الله لدعائها و مرت أيام الامتحانات على محمود كلمح الطيف بدأت الاجازة الصيفية و بدأ يستعد لتحقيق الحلم الكبير توجه لاستخراج الأوراق المطلوبة كى يلتحق بالشرطة و بدأت اختبارات الالتحاق أول اختبار هو اختبار اللياقة البدنية اختبارات الجرى و قفزة الثقة فى حمام السباحة و غيرها بالرغم من صعوبتها الا أن الطاقة الكامنة داخل محمود كانت تفوق كل شئ و لم يكن فى ذهنه الا تحقيق حلم الطفولة الذى ظل يراوده سنين طويلة و لو أنهم طلبوا منه أن يحمل الهرم على كتفيه لفعلها ! و تجاوز هذا الاختبار بتفوق
بعد أيام بدأ الاختبار الثانى و هو الكشف الطبى توجه الى أماكن الكشف و عيناه تلمعان بالأمل و الطموح و لكن فيهما الحذر و الترقب فى نفس الوقت بعد الانتهاء من هذا اليوم الذى شعر بتعب فيه أكثر من الاختبار السابق عاد محمود الى منزله و عليه علامات الاجهاد
دخل فوجد والده يقرأ الجريدة و الأم تنتظر عودة محمود لوضع الطعام أما منى و ايمان فكانتا تشاهدان الفيلم العربى سألوه ما الأخبار يا محمود فرد عليهم رداً موجزاً قائلاً الحمد لله
و لفت نظر أبو محمود خبر فى الجريدة يقول أن غداً هو الاعلان عن نتائج الثانوية العامة فقرأ الخبر للجميع قال محمود أنا لا أنتظر نتيجة الثانوية العامة , أنا أنتظر نتيجة الشرطة قالت أم محمود ربنا ينجحك فى الإثنين يابنى
ظل محمود ساهراً فى هذا اليوم مع كل الاجهاد الذى كان يشعر به
| |
|