تعتبر ثورة المعلومات والتكنولوجيا وما تحذوه من خطا متسارعة في التطور والانتشار بالعالم من اهم النقلات في القرن الواحد والعشرين عصر التكنولوجيا والاتصالات حيث اصبحت التقنية فيه القاعدة الاساسية التي تنطلق منها دول العالم في تعاملاتها ورفع مستواها وتقدمها وتطورها لمواكبة التتابع الزمني الذي انهى مرحلة البيروقراطية والمسافات ويسرت الحصول على المعلومة‚ واعدت حلقة متقاربة للتراسل والتواصل بين دول العالم واعطت الحرية بالمقارنة والتحليل من خلالها واصبحت متطلبات التنمية متخصصة اكثر من خلالها وتجاوزت التكنولوجيا العصرية كل المسافات وحدود المكان‚ واصبحت هذه الثورة الجديدة اللغة الواحدة لألسن شعوب العالم من خلال التعامل والتبادل والاشتراك بكافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية‚فبعد ان كانت الاختراعات التكنولوجية المتطورة فقط لمساندة الدول بالتقدم وسندا مكملا فقط اصبحت الآن المعيار الاساسي والقاعدة الاولى من المتطلبات الاساسية للتنمية والنهضة للشعوب عامة وانتشرت هذه الشبكات التقنية بهذه الاختراعات التكنولوجية بجميع تعاملات شعوب العالم لتلبية متطلباتها واصبحت خيمة رقمية تستظل تحتها جميع دول العالم‚ من خلالها تعطي الصورة الحضارية والمصدر الاساسي لكل دولة بتقدمها وارتقائها‚ من ذلك التقدم والتسارع في عصر التكنولوجيا الذي يسود العالم نقف عن موقع الدول العربية منه وواقع الحال بالنسبة للمسافة التي تباعدنا عن هذا الركب وكيفية اللحاق به‚ فعند الاشارة الى الارقام التي وضعها المحللون لكشف موقعنا العربي من التقدم التكنولوجي هذا فقد قدر ان عدد المستخدمين للانترنت في العالم العربي لا يتجاوز 5‚3 مليون شخص من اصل 275 مليونا من عدد السكان بالعالم العربي مقابل 2‚94 مليون بالولايات المتحدة و23 مليونا بأوروبا وايضا قدر حجم التجارة الالكترونية في العالم العربي بحوالي 40 مليونا اي 01‚0 من حجمها العالمي‚ حتما هذه المؤشرات تدل على فجوات كبيرة لعالمنا العربي بالنسبة لدول العالم‚ مما يستدعي الاخذ بخطورة هذه المسافة منها‚ان ما اكده سعادة وزير الطاقة عبد الله بن حمد العطية في افتتاح المؤتمر العربي للتكنولوجيا من ان المشكلة هذه كبيرة وآثارها تنعكس بشكل مباشر على شعوبنا العربية مما يستدعي ابراز هذه الهوة‚‚ مما لتكنولوجيا المعلومات من أهمية اصبحت جلية سياسيا واقتصاديا بالعالم ولابد من اللحاق بالعصر الرقمي هذا‚ان هذه الدلالات والآراء تعطي الضرورة للعمل على ردم الهوه وقرع جرس الانذار لحصر هذه المشكلة الكبرى في العالم العربي وموقعه من التسارع الرقمي بالعالم‚لذلك فان أهم ما يمكن ان يقدم من الدول العربية يكون بعاملين مهمين الاول يتمثل بتعميم هذه المشكلة والتعاون بينها لتجاوزها باقامة المشاورات والندوات والمعارض والمؤتمرات والثاني توفير هذه التكنولوجيا والتقنية الرقمية بكل دولة ضمن مؤسساتها وبنيتها‚ ان هذه العوامل تتحقق عندما يؤخذ بالاعتبار التطور الحضاري والرقمي الذي يشهده العالم من خلال السعي بخطوات متسارعة للتزامن مع متطلبات العصر وعدم الوقوف عند المعوقات مما لها من آثار سلبية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية بالبعد عن هذا التقدم والتطور الرقمي بالعالم وتحقيق الاستفادة منها في كافة المجالات من خلال التقابل والانفتاح على المعارض الدولية كالذي يقام حاليا «بقطر» واقامة مدن مستقلة للإنترنت كمدينة دبي واقامة مدن للاعلام كمدينة دبي للاعلام التي تعتبر منطقة حرة لوسائل الاعلام والشركات‚ ايضا لابد من الترويج بالحملات الاعلامية للتوعية بين المؤسسات الخاصة بصناعة التكنولوجيا والاخذ بالاعتبار دور الجامعات والمعاهد لتعميم هذا التقدم واعداد الكوادر البشرية المهيأة من خلال برامج معينة والتوعية العامة وتوفير الاتصالات وخدماتها بيسر وسهولة وتخفيض اسعار التعرفة لتصبح بمتناول الجميع والقضاء على الاحتكارات الخاصة وتكاتف القطاعات والشركات على توفير احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا وباسعار مقبولة ومتناولة للجميع‚ والتعريف بالمعلوماتية الحديثة ودعم مؤسسات الاتصالات وربط الحكومات الكترونيا وتوفير الحواسيب بالمؤسسات الحكومية والخاصة‚ والاخذ بالحسبان توفير السيولة من المصارف العربية لدعم قطاعات التكنولوجيا وتوفير تغطية نفقاتها.